University of Gezira – جامعة الجزيرة

الإبداع والتميز العلمي

منتدى جامعة الجزيرة الدوري الأول: “نواقل الأمراض… التحديات والحلول” ينطلق برؤية طموحة لبناء مجتمع آمن وصحي

منتدى جامعة الجزيرة الدوري الأول: “نواقل الأمراض… التحديات والحلول” ينطلق برؤية طموحة لبناء مجتمع آمن وصحي

في ظل تصاعد التحديات الصحية التي تواجه ولاية الجزيرة، وتأكيداً على الدور المحوري للجامعة كمنارة للمعرفة وشريك أساسي في تنمية المجتمع، انطلقت فعاليات “منتدى جامعة الجزيرة الدوري الأول” تحت شعار “نواقل الأمراض: التحديات والحلول – نحو مجتمع آمن وصحي”. جاء هذا المنتدى ليعبر عن إرادة أكاديمية ومجتمعية راسخة لمواجهة أحد أخطر التحديات التي تهدد صحة المواطن والنسيج الاجتماعي والاقتصادي للولاية. لم يكن المنتدى مجرد حلقة نقاش عابرة، بل كان إعلاناً واضحاً عن عزم جامعة الجزيرة على قيادة عملية التغيير من خلال تشبيك المعرفة العلمية بصلب صنع القرار على المستوى الرسمي، وتحويل الأبحاث الأكاديمية إلى حلول عملية على أرض الواقع، انطلاقاً من فلسفة تأسست عليها الجامعة وهي “خدمة المجتمع”.

بروفيسور صلاح الدين: قيادة التغيير نحو مجتمع معافى

وأكد بروفيسور صلاح الدين محمد العربي، مدير جامعة الجزيرة، أن الهدف الاستراتيجي للمنتدى هو التشبيك الفعال بين الجامعة كمؤسسة أكاديمية رائدة وبين الجهات الرسمية في ولاية الجزيرة. وأوضح أن هذا التشبيك يهدف إلى المساهمة المباشرة في اتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم الصالح العام. مشيراً إلى أن الإنسان المعافى هو محرك التنمية، وأن صحة الأفراد هي الركيزة الأساسية لزيادة الإنتاجية وتحقيق النهضة المنشودة. وأعلن أن هذا المنتدى هو باكرة سلسلة من المنتديات الدورية ستعالج قضايا متنوعة تغطي كافة القطاعات، من الاجتماعية إلى الصحية والاقتصادية والهندسية وغيرها..

مرتضى البيلي: التوعية الشاملة ومعضلة النفايات على طاولة الحل

من جانبه، أشاد السيد مرتضى البيلي، أمين عام حكومة ولاية الجزيرة، بالدور التاريخي لجامعة الجزيرة التي تحتفل بمرور نصف قرن على تأسيسها. ووصف الجامعة بـ “دار المعرفة والإشعاع العلمي”، معتبراً أن مثل هذه المنتديات هي الجسر الذي يربط بين المعرفة واحتياجات المجتمع. وسلط الضوء على التحدي الهائل المتمثل في توعية مجتمع يضم أكثر من 6 ملايين نسمة بتنوعهم الثقافي والتعليمي. ووضع البيلي أصبعه على واحدة من أبرز المشكلات الجوهرية المسببة للأمراض، وهي أزمة النفايات، داعياً الجامعة وشركاءها إلى تقديم الحلول العلمية في أربعة محاور رئيسية: التوعية، إنشاء المكبات الآمنة، معالجة النفايات الطبية، والوصول إلى القواعد الشعبية. وطالب بـ “حراك معرفي” ينزل إلى عمق المحليات لنشر الوعي بمكافحة نواقل الأمراض بدءاً من داخل المنازل.

د. معتصم العجب: أوراق علمية وتوصيات قابلة للتنفيذ

وكشف د. معتصم علي محمد العجب، رئيس لجنة المنتدى، أن اختيار موضوع الصحة ونواقل الأمراض جاء استجابة للواقع الملح الذي تمر به الولاية. وأشار إلى أن المنتدى ناقش مجموعة من الأوراق العلمية المحكمة شملت “نواقل الأمراض” و”المكافحة البيئية” و”المكافحة الطبيعية والكيميائية”، بالإضافة إلى مداخلة مهمة من وزارة الصحة. وأكد أن فلسفة الجامعة قائمة على خدمة المجتمع وحل مشكلاته، وهو ما يجسده هذا المنتدى. وأعلن أن اللجنة ستخرج بتوصيات عملية ومحددة سيتم رفعها للجهات المسؤولة، مشيراً إلى التزام أمين عام الحكومة بالعمل على تنفيذها.

توصيات المنتدى: خريطة طريق واضحة للعمل

خرج المنتدى بتوصيات استراتيجية وملموسة شكلت خريطة طريق للعمل المشترك، أبرزها:

· تفعيل برامج توعوية مكثفة: تصميم وتنفيذ حملات توعوية شاملة باللغات المحلية، تستهدف جميع شرائح المجتمع، خاصة على مستوى الأحياء والقرى، تركز على مخاطر نواقل الأمراض ومبادئ النظافة العامة.
· إعلان حالة طوارئ بيئية لإدارة النفايات: العمل الفوري على إنشاء مكبات نفايات آمنة وصحية، ووضع نظام صارم ومراقب للتخلص من النفايات الطبية الخطرة، بمشاركة الجامعة في الإشراف التقني.
· توحيد استراتيجيات المكافحة: اعتماد منهجية متكاملة تجمع بين المكافحة الطبيعية والكيميائية لنواقل الأمراض، بناءً على الأدلة العلمية التي قدمها خبراء الجامعة.
· النزول إلى الميدان: تحويل هذه التوصيات إلى “حملات ميدانية” في جميع محليات الولاية، باستخدام طلاب الجامعة كفرق تطوعية لنقل المعرفة وتطبيق الحلول على أرض الواقع.
· مؤسسة الشراكة: تشكيل لجنة دائمة مشتركة بين جامعة الجزيرة وحكومة الولاية لمتابعة تنفيذ التوصيات وتقييم الأثر، وضمان استمرارية هذا التشبيك الفعال.

*أخيراً

يخرج منتدى جامعة الجزيرة الدوري الأول برسالة واضحة: أن المعركة ضد الأمراض ونواقلها ليست مسؤولية القطاع الصحي وحده، بل هي مشروع وطني متكامل. الجامعة، بكل كفاءاتها العلمية، تمد يدها للحكومة والمجتمع، حاملةً مشعل المعرفة لتضيء الطريق نحو حلول جذرية. النجاح في هذه المعركة لن يُقاس بعدد الأوراق البحثية المقدمة، بل بقدرة هذه الأوراق على التحول إلى برامج توعوية تصل لكل منزل، وإلى سياسات لإدارة النفايات، وإلى استراتيجيات مكافحة فعالة. التوصيات التي أنتجها الحوار بين العلم والإدارة تشكل الآن عهداً جديداً للعمل المشترك. هذا المنتدى ليس نقطة نهاية، بل هو نقطة انطلاق لشراكة حقيقية، تثبت أن الجامعة عندما تخرج من أسوار قاعاتها إلى رحاب مجتمعها، تكون أقدر على صنع الفرق وقيادة التغيير نحو مستقبل أكثر أمناً وصحة للجميع.

  • 1000048285
    1000048285

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top