University of Gezira – جامعة الجزيرة

الإبداع والتميز العلمي

في يوبيلها الذهبي.. جامعة الجزيرة تترجم ريادتها إلى عطاء مجتمعي ملموس

في يوبيلها الذهبي.. جامعة الجزيرة تترجم ريادتها إلى عطاء مجتمعي ملموس

بينما تحتفل جامعة الجزيرة بخمسة عقود من “الريادة والعطاء”، تتجلى هذه المسيرة ليس فقط في قاعات المحاضرات وتخريج الآلاف من الكوادر، بل في اختراق جدار الأكاديميات إلى قلب المجتمع لمساندة قضاياه ودفع عجلة تنميته. وفي هذا الإطار، مثل احتفال كلية الدراسات التنموية بالحديبة باليوبيل الذهبي نموذجاً حياً لهذا الرباط الوثيق، حيث اجتمع قادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحلي لتأكيد دور الجامعة كشريك أساسي في البناء والتطوير.

احتفت كلية الدراسات التنموية بالحديبة باليوبيل الذهبي لجامعة الجزيرة تحت شعار”خمسون عاماً من الريادة والعطاء”، في حدثٍ جسّد عمق الشراكة بين الجامعة والمجتمع. جاء الاحتفال برعاية مدير الجامعة البروفيسور صلاح العربي، وبمشاركة نائب مدير الجامعة الدكتور التجاني النور، مما أضفى طابعاً رسمياً على الفعاليات التي حضرها قادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس وممثلون عن المجتمع المحلي.

أكد ممثل اللجنة الثقافية الدكتور يوسف بابكر على أهمية تكامل الأدوار لإعمار جامعة الجزيرة بعد المرحلة الصعبة التي مرت بها،مشيراً إلى أن الهدف يتمثل في خلق بيئة علمية عملية تعزز تجربة الطلاب وتعدهم لخدمة مجتمعهم. وأشار إلى أن الجامعة ظلت منذ تأسيسها حريصة على تحقيق رسالتها في تطوير وخدمة المجتمع المحيط.

قدم عميد الكلية الدكتور أحمد يوسف الخضر تحية تقدير لقوات الشعب المسلحة والقوات المساندة،معتبراً أن دورهم كان أساسياً في توفير الظروف الآمنة لإقامة الفعاليات. وأوضح أن جامعة الجزيرة توطن نفسها كمؤسسة رائدة ساهمت في بناء الدولة وتطويرها، مشدداً على أن الكلية تحرص على تلبية احتياجات سوق العمل عبر تطوير مناهجها ومواكبة التطورات العلمية.

وقدم الدكتور مكي بابكر سعيد ديوا من كلية التربية حنتوب ورقة علمية حول”الآثار النفسية والاجتماعية للحرب وتحدياتها”، سلط فيها الضوء على الآثار المدمرة للحرب في السودان. وأشار إلى انتشار الصدمات النفسية والاضطرابات نتيجة العنف والنزوح، وإلى تدمير النسيج الاجتماعي من خلال تفكك الأسر وزيادة العنف الأسري.

شهد اليوم الاحتفالي تنظيم فعالية للكرة الطائرة تابعها الوفد الزائر،حيث مثلت هذه الأنشطة فرصة لتعزيز روح الجماعة والتماسك الاجتماعي. وأظهرت المشاركة الرياضية كيف يمكن لهذه الفعاليات أن تساهم في تخفيف التوتر النفسي وبناء جسور الثقة بين مختلف فئات المجتمع.

وكشف نائب مدير الجامعة الدكتور التجاني النور عن الرؤية الاستراتيجية للجامعة،مشيراً إلى أن اختيار الحديبة مقراً للكلية ينبع من إيمان راسخ بارتباط الجامعة العضوي بالمجتمع. وتهدف هذه الرؤية إلى أن تكون الكلية مركزاً للتطوير في السودان، وعاملاً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مطالب المجتمع المحلي تمحورت حول الاهتمام بالتنمية البشرية كأساس لأي تقدم، ودعم العمل الريادي عبر مؤسسات أكاديمية لتساهم في الاقتصاد الوطني، وزيادة نسبة قبول طلاب من المنطقة كنوع من التمييز الإيجابي الذي يضمن مساهمتهم في تنمية منطقتهم.

تم استحضار الإرث الخدمي للجامعة الذي تشكل عبر عقود من العطاء، حيث أسهمت المشاريع الزراعية الرائدة في تغيير وجه الزراعة بمنطقة الجزيرة من خلال الأبحاث التطبيقية ونقل التقانات للمزارعين. كما عملت برامج التنمية الريفية عبر محطات البحث على تحسين أوضاع الأسرة الريفية والصحة المجتمعية.

تضمنت الفعاليات افتتاح جناح للمعارض والبرامج الثقافية والمحاضرات،في إطار سلسلة احتفالات اليوبيل الذهبي. ودعا نائب مدير الجامعة مجتمع الحديبة للمشاركة في اليوم الختامي للفعاليات، مؤكداً على أهمية الشراكة المجتمعية في استكمال مسيرة العطاء.

اختتم الاحتفال بتأكيد أن هذه المناسبة مثلت إعلاناً للتوجه الاستراتيجي لجامعة الجزيرة نحو تعميق شراكتها مع المجتمع وترجمة ريادتها الأكاديمية إلى عطاء تنموي ملموس، مما يؤكد عزمها على أن تكون منارة تنويرية تلتقي فيها المعرفة بالحاجة لخدمة الأرض والإنسان.

  • 1000045032
    1000045032

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top