University of Gezira – جامعة الجزيرة

الإبداع والتميز العلمي

جامعة الجزيرة: خمسون عاماً من العطاء.. ومنارة تصمد في عاصفة الحرب

جامعة الجزيرة: خمسون عاماً من العطاء.. ومنارة تصمد في عاصفة الحرب

في احتفالية تجسد روح السودان المتعافي تحت سقف كلية الإنتاج الحيواني بالمناقل حيث امتزجت الألوان التراثية بالنغمات النوبية وأنغام الشعر في لوحة جمالية تليق بمكانة جامعة الجزيرة التي تحتفل بنصف قرن من العطاء وقف الدكتور ياسر هلال الهاشمي وكيل الجامعة والعميد الأسبق للكلية ليؤكد أن المناقل كانت وما زالت حصناً منيعاً في عبارته التاريخية “لو سقطت المناقل لسقط السودان” مشيراً إلى محطة التحول الكبرى مع الدفعة (14) التي شكلت منعطفاً تاريخياً في مسيرة الجامعة عندما توسعت من أربع كليات إلى واحد وعشرين كلية بمختلف التخصصات مؤكداً استعداد الجامعة الكامل لدعم الصناعات التحويلية في مجال الإنتاج الحيواني في إطار رؤية تنموية شاملة تضع أسساً لنهضة تنموية كبيرة تنتظر الكلية والمناقل..

الاحتفال لم يكن مجرد استذكار للماضي بل كان تجسيداً لشراكة وطنية عميقة حيث حيا الأستاذ عثمان يوسف أحمد الحاج المدير التنفيذي لمحلية المناقل القوات المسلحة وثمن دورها العظيم في حماية الوطن معرباً عن تقديره لجامعة الجزيرة ومشاركتها الفاعلة في معركة الكرامة عبر إعداد المستنفرين بينما أكد الشيخ عبدالحميد عبد العاطي ممثل مجتمع المناقل بالولاية أن الكلية تجاوزت الحلقات الدراسية التقليدية إلى مساهم فعال في التنمية المستدامة وإيجاد حلول علمية حقيقية لتحديات التنمية في البلاد

الدكتور محمد عبد الله الصديق عميد كلية الإنتاج الحيواني رسم خارطة طريق جديدة للتعليم المنتج داعياً الطلاب إلى العمل الاستثماري وإنشاء مصانع داخل الكلية للاستفادة من الموارد المتاحة في تحول استراتيجي يواكب تطلعات التنمية مؤكداً أن الجامعة خرّجت أجيالاً من مختلف الأجناس وهي تحتفل بيوبيلها الذهبي تقديراً لعطائها ومكانتها كمنار للعمل والمعرفة بتاريخ حافل بالإنجاز بينما قدم عبد المنعم موسى أبو ضريرة رئيس اتحاد أصحاب العمل بمحلية المناقل تحية إجلال وإكبار للعمداء والمديرين الذين تعاقبوا على الجامعة وعلى رأسهم البروفيسور محمد وراق عمر الذي شرف الاحتفال بحضوره..

الدكتورة هبة عثمان سيد أحمد عميدة كلية الاقتصاد والتنمية الريفية وضعت الإطار الأكاديمي للتحديات الراهنة عبر محاضرتها العلمية بعنوان “الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحرب” التي سلطت الضوء على تداعيات الظرف الراهن بينما صور الدكتور بابكر عبدالله محمد أحمد عضو اللجنة الثقافية وممثلها مدينة المناقل كلوحة جمالية أخاذة تحتضن الوفود في احتفال يجمع بين الأصالة والحداثة..

وعلى هامش الاحتفال امتدت البهجة إلى استاد مدينة المناقل حيث شهد النشاط الرياضي تجسيداً حياً لِلُحمة النسيج الاجتماعي وتقوية أواصر المحبة بين أبناء المجتمع المحلي حيث أصبح الملعب خيمة كبرى للفرحة والوئام تلتقي فيها القلوب قبل الأجساد في لوحة إنسانية رائعة جمعت الشباب والرياضيين وعائلاتهم في بوتقة واحدة تذوب فيها كل الفروقات وتتوحد فيها الهمم والعزائم حيث تم تكريم عدد من الرواد الرياضيين ورموز المجتمع المحلي الذين قدموا إسهامات بارزة في خدمة الرياضة والتنمية المجتمعية تقديراً لعطائهم المتواصل وإنجازاتهم المشرفة..

وتأتي هذه الاحتفالية في ظل ظروف استثنائية كرسالة قوية بأن صروح العلم ستظل شامخة رغم العواصف وأن إرث الخمسين عاماً من العطاء هو الضمان الحقيقي لاستمرار مسيرة التنمية وبناء مستقبل أفضل للسودان من خلال التنمية المستدامة والصناعات التحويلية والعمل الاستثماري كمسارات للنهوض تثبت أن الجامعة ليست مجرد حرم أكاديمي بل هي شريان حياة متصل بهموم المجتمع وتطلعاته وشريك أساسي في معركة البناء والتعمير..

  • 1000053291
    1000053291

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top