University of Gezira – جامعة الجزيرة

الإبداع والتميز العلمي

توصيات طموحة لورشة الجزيرة تضع خريطة طريق لإحياء “مشروع القمح” وتمهد لثورة زراعية شاملة

توصيات طموحة لورشة الجزيرة تضع خريطة طريق لإحياء “مشروع القمح” وتمهد لثورة زراعية شاملة

خرجت ورشة تطوير الإنتاجية الزراعية بولاية الجزيرة، التي نظمتها جامعة الجزيرة بالتعاون مع منظمة سودان المستقبل، بحزمة من التوصيات الشاملة والطموحة، تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في المشروع الزراعي الأيقونة، وإعادته إلى مكانته كقاطرة حقيقية للاقتصاد الوطني. وشكلت التوصيات خارطة طريق متكاملة طالت جميع مراحل العملية الإنتاجية.

ففي محور التركيبة المحصولية، دعت التوصيات إلى ثورة تقنية تشمل إنشاء وحدات متكاملة لمعالجة وفحص التقاوي، واعتماد الدرون في عمليات الرش والرصد، وإنشاء مكتب متخصص لرصد التغيرات المناخية. كما دعت إلى تحول استراتيجي عبر إلغاء الأراضي البور وإدخال محاصيل جديدة ذات عائد اقتصادي مرتفع مثل فول الصويا والسمسم، والتحول نحو الزراعة الذكية مناخياً، والتقليل من استخدام المبيدات.

وفي مجال الإنتاج الحيواني، هدفت التوصيات إلى إحياء هذا القطاع عبر استيعاب الخريجين، وإحياء المراكز البحثية لتحسين السلالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية للثروة الحيوانية. كما ركزت على الجانب الاقتصادي من خلال الدعوة لإقامة مصانع صغيرة لتصنيع المنتجات الحيوانية وإعادة تشغيل مصنع ألبان بركات.

وشدد محور الإرشاد على ضرورة التحول الرقمي، من خلال الاستفادة من تطبيقات الجوال وإنشاء محطات إذاعية متخصصة لنشر المعرفة. كما أكد على دور مدارس المزارعين الحقلية في نقل المعرفة، وإعادة هيكلة المناهج الإرشادية لمواكبة التطورات.

أما في مجال الري، فطالبت التوصيات بإجراءات جريئة تشمل تعلية الخزانات لتوسيع السعة التخزينية، وتبني أنظمة الري الحديثة لتقليل الفاقد من المياه، وتفعيل دور المراقبين المحليين لضمان الكفاءة.

ولم يغفل المحور الهندسي الجانب التقني، داعياً إلى إحياء دور الهندسة الزراعية بتوفير الكوادر المؤهلة، وإدخال آليات حديثة لمعالجة المخلفات الزراعية، وإنشاء وحدة مركزية لنظم المعلومات الجغرافية لدعم اتخاذ القرار.

ووضعت التوصيات المالية حلولاً عملية لمعضلة التمويل، حيث أكدت على إلزامية التأمين الزراعي لحماية دخل المزارعين، ومراجعة سياسات البنوك وخاصة البنك المركزي لتسهيل الائتمان. واقترحت آليات تمويلية مبتكرة مثل التمويل التعاوني وصيغ التمويل الإسلامي (السلم والمرابحة)، مع الدعوة لإنشاء منصة رقمية تجمع المزارعين بالخبراء لحل المشكلات الطارئة.

وأعرب الدكتور عماد عبد الرحيم، ممثل منظمة سودان المستقبل، عن سعادته بنجاح الورشة قائلاً: “هذه أول مرة يكون فيها تعاون بهذا الحجم بين منظمتنا وجامعة كبيرة مثل جامعة الجزيرة… التوصيات ستؤخذ مأخذ الجد، ولن نكتبها لنضعها في الأدراج”. مؤكداً على تشكيل ثلاث لجان فنية كبرى للإنتاج الحيواني والمحاصيل والهندسة الزراعية، بالإضافة إلى لجنة إدارية لتنسيق العمل وضمان المتابعة.

بدورها، أعربت الدكتورة عرفة محمود رضوان، وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية، عن سعادتها بنجاح الورشة، قائلة: “جامعة الجزيرة كما عودتنا هي رائدة التطور بالولاية… التوصيات سترفع لوزير الزراعة الاتحادي ووالي الجزيرة، وسنعمل على استيعابها في خطتنا”. مؤكدة على التزام حكومة الولاية بتحويل هذه التوصيات إلى واقع ملموس، يجعل من الجزيرة رائدة في المجال الزراعي.

تبدو هذه التوصيات الشاملة، مقترنة بالإرادة السياسية المعلنة والشراكة الفاعلة بين الأكاديميين والخبراء والمزارعين، بمثابة البذرة الأولى لانطلاق نهضة زراعية حقيقية، تضع ولاية الجزيرة ومشروعها العريق على أعتاب مرحلة جديدة، يكون شعارها التطوير الشامل والاستدامة.

  • 1000093039
    1000093039

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top