انطلاق المؤتمر العالمي لبناء سودان ما بعد الحرب.. العلم يضيء طريق التعافي
شهد قصر الضيافة في ود مدني اليوم انطلاق المؤتمر العلمي العالمي الخامس حول سودان ما بعد الحرب، تحت شعار “أفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”، في حدث يجمع بين الأكاديميين وصناع القرار تحت سقف واحد.
ويشارك في المؤتمر بروفيسور صلاح الدين محمد العربي مدير جامعة الجزيرة إلى جانب عدد من أساتذة الجامعة، حيث سيرأس البروفيسور صلاح الدين إحدى الجلسات العلمية المهمة في المؤتمر.
وأكد بروفيسور محمد عبدالله سليمان مدير جامعة القرآن الكريم أن المؤتمر يمثل “نقلة حضارية في فكرنا الوطني”، مشيراً إلى أن فكرة المؤتمر ولدت من رحم المعاناة التي عاشها السودان. وأضاف: “لطالما آمنّا بأن العلم هو سلاحنا الأقوى في مواجهة التحديات، وأن المعرفة هي الجسر الذي سيعبر بنا إلى بر الأمان”.
من جانبه، أكد اللواء معاش عبدالله الطريفي نائب رئيس المقاومة الشعبية أن “المقاومة لم تكن مجرد رد فعل على العدوان، بل كانت دائماً مشروعاً وطنياً شاملاً”، مضيفاً: “اليوم ننتقل من مرحلة الدفاع عن الأرض إلى مرحلة البناء عليها، ومن حماية الحدود إلى تشييد الصروح التنموية”.
وفي كلمة بارزة خلال الجلسة الافتتاحية، أشاد والي ولاية الجزيرة بالدور الريادي لجامعة القرآن الكريم قائلاً: “نحيي الجامعة التي التقطت القفاز وحاولت تقديم رؤية نسير على هديها في هذه المرحلة الدقيقة”. وأكد أن “البحث العلمي أداة رئيسية لتحقيق التقدم ودفع عملية التطور وتعزيز الابتكار من خلال تطبيق المعارف بشكل علمي”. واختتم كلمته بتأكيد الالتزام الكامل “بتبني التوصيات الخارجة من هذا المؤتمر وتحويلها إلى برامج عمل تنفيذية على أرض الواقع”.
يتضمن المؤتمر سبعة محاور رئيسية تشمل الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية والصحية والمجتمعية والدعوية والقانونية والسياسية. وسيتم عرض ستة وأربعين بحثاً علمياً تم إعدادها خصيصاً لتقديم حلول عملية للتحديات الراهنة.
شهدت القاعة حضوراً رسمياً وشعبياً لافتاً، ضم قيادات تنفيذية ورؤساء جامعات ورموز المجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلين عن الجهات الأمنية والعسكرية. ويأتي هذا المؤتمر في وقت يشهد فيه السودان تحولاً تاريخياً من ساحة الحرب إلى ساحة البناء.
يُعتبر هذا المؤتمر تجربة حيوية تهدف إلى تشكيل خطاب علمي متكامل حول مستقبل السودان، حيث تجتمع العقول والكفاءات لوضع الأسس العلمية لمرحلة جديدة. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها التي تجمع بين المؤسسة الأكاديمية والمقاومة الشعبية في مشروع وطني واحد.
من خلال هذا المؤتمر، تؤكد ولاية الجزيرة مرة أخرى قدرتها على قيادة المبادرات الوطنية، مقدمة نموذجاً للتعاون بين كل مكونات المجتمع. فالعلم هنا لا يقتصر على النظريات، بل يصبح شريكاً في صناعة المستقبل، وضاءً الطريق نحو سودان مستقر ومزدهر.
