ورشة جامعة الجزيرة: الطريق إلى إحياء “قاطرة الاقتصاد السوداني”
انطلقت من رحاب جامعة الجزيرة، اليوم، فعاليات ورشة عمل طموحة تهدف إلى إعادة هندسة المستقبل الزراعي للولاية، في خطوة يُنظر إليها على أنها حيوية لإنعاش الاقتصاد الوطني بأسره.
جاءت الورشة كثمرة للتعاون بين جامعة الجزيرة ومنظمة سودان المستقبل، بمشاركة واسعة تضم حكومة الولاية، وعلماء المركز القومي للبحوث، وخبراء الري، وإدارة مشروع الجزيرة، وممثلي المزارعين، مما يشكل لوحة وطنية شاملة لمعالجة أحد أهم ملفات البلاد.
في إطار الجلسة الافتتاحية، أكدت الدكتورة عرفة محمود، مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية، على الدور المحوري للورشة في النهوض بالاقتصادين الوطني والولائي، مجددة التزام حكومة الولاية الكامل بتنفيذ مخرجاتها وتحويل التوصيات إلى واقع ملموس يلبي طموحات المنتجين.
هذا التوجه الرسمي يشكل إطاراً داعماً لأي إصلاحات مستقبلية.
من ناحيته، رسم الدكتور التجاني النور، نائب مدير جامعة الجزيرة، الصورة الأوسع للحدث، مشيراً إلى أن الورشة تجسيد لدور الجامعة في خدمة المجتمع ومواكبة التطور العالمي.
وأشار إلى أن ولاية الجزيرة، بما تزخر به من كفاءات علمية وتراكم معرفي للمزارعين، مؤهلة لقيادة نهضة زراعية شاملة في السودان، داعياً إلى الخروج بأفكار عملية وإلى وضع آلية تنفيذ واضحة تضمن عدم بقاء التوصيات حبراً على ورق.
أما المهندس عثمان جاسر، ممثل محافظ مشروع الجزيرة، فقد وضع يده على الجرح، مشيراً إلى أن المعادلة التنموية تحتاج إلى ثلاثة أركان أساسية لا غنى عنها: الإرادة السياسية الجادة، والتمويل الكافي، والتخطيط الاستراتيجي السليم.
وصف مشروع الجزيرة بأنه “قاطرة الاقتصاد الوطني” التي تمتلك الإمكانات الهائلة لتحقيق طفرة في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والصناعات التحويلية، إذا ما توفرت تلك المقومات.
كما سلط الدكتور عماد عبد الرحيم، ممثل منظمة سودان المستقبل، الضوء على الجهود المبذولة للنهوض بقطاع المنتجين، ووصف الورشة بأنها خطوة لـ”تعويض بعض ما فُقد” بسبب الأحداث الأخيرة، والعمل على تحقيق نقلة نوعية تضع مزارع الجزيرة على عتبة “مزارع القرن الحادي والعشرين” من خلال تبني تقنيات الزراعة المتطورة وأنظمة الري الحديث.
وكشف الدكتور معتصم العجب، رئيس اللجنة التحضيرية، عن أن أعمال الورشة على مدى يومين ستركز على مناقشة 11 ورقة علمية تغطي مجموعة حيوية من المحاور، تشمل استراتيجيات الري على الشبكة والحقلي، ودور الهندسة الزراعية في رفع الإنتاجية، إلى جانب سياسات التمويل، ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن الغذائي، وإعادة النظر في الرؤى المستقبلية لمشروع الجزيرة، ما يضع أسساً علمية لمستقبله.
تبدو الورشة، من خلال هذه المشاركة الواسعة والرؤى المطروحة، بمثابة محاولة جادة لإعادة إطلاق شرارة المشاريع الزراعية ومشروع الجزيرة التاريخي، والانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة الفعل، في اختبار حقيقي للإرادة الجماعية لإعادة “قاطرة الاقتصاد” إلى مسارها الصحيح.
